"حتمية الموت وجماليته" رسالة الامام الحسين الى الاهل والاصحاب
تواصل مجلة السبط العلمية المحكمة الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، قراءة الخطبة الأخيرة للأمام الحسين علية السلام في مكة.
وأوضحت المجلة في العدد الثالث الصفحة (22-23)، ان "الامام الحسين ذكر حتمية الموت في قوله (خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة)، مبينةً ان حديث الامام عن الموت يأتي في إطار معرفته بان سفره الى العراق هو سفر الى الشهادة، لان جده النبي محمد (ص) كان قد أخبره بذلك وسمعه أصحابه وقد عرفوا هذه الحقيقة، وقد سمع المسلمون قول (النبي صلى الله عليه وسلم) ان ابني هذا يقتل بأرض العراق فمن أدركه منكم فلينصره".
وأضافت ان "حتمية الموت يؤمن بها كل بني ادم بوصفه النهاية الحتمية لهذه الحياة، اذ أراد الامام عليه السلام ابراز صورة الموت الجميلة من خلال الصورة التي ساقها؛ فكانت صورة القلادة بما تظهره من جمال للفتاة، وثمة توجيه اخر لإشارة الامام يمكن ان نلتمسه في ان القلادة تحيط بعنق الفتاة فيكون الموت جميلا برقبة ابن آدم التي تمثل مقتلا رئيسا من مقاتله، ولا منجى للإنسان منه".
وأشارت السبط الى ان "المناخ الذي رسم فيه الامام الحسين عليه السلام هذه الصورة للموت، مناخ ترقب وتوجس وخشية مما ستؤول اليه أمور المسلمين، بعد خروجه الى العراق وزاد القلق في نفوس الناس تأتي هذه الصورة الجميلة للموت القادم الى كل حي فالأولى ان يلتقي به بصورته التي يضمنها السفر مع الامام عليه السلام أفضل من مواجهته أي الموت بصورته المخيفة اتي يفزع منها الناس".