أوضاع الزوار الإيرانيين القادمين الى كربلاء في كتابات الرحالة البرتغالي بيدرو تيخيرا
إن المكانة الدينية التي تمتعت بها مدينة كربلاء بوجود مرقد الإمام الحسين (ع) أدت الى أن يقصدها العديد من الزوار من مختلف بقاع العالم، وكانت إيران (بلاد فارس سابقاً) إحدى أبرز الدول التي يتدفق منها آلاف الزوار سنوياً الى كربلاء بالرغم من الظروف الصعبة التي كانوا يتعرضون لها خلال رحلتهم.
الواقع إن أقدم من تحدث عن أحوال الزوار الايرانيين القادمين الى كربلاء في العصر الحديث هو الرحالة البرتغالي بيدرو تيخيرا عام 1605م الذي زار مدينة النجف وعند خروجه منها متجهاً الى كربلاء تحدث عن أحوال الزوار لاسيما عند مشاهدته لهم في الخانات التي كانت موجودة بين النجف وكربلاء والتي ينزل فيها المسافرون سواء الزوار أو الذين لديهم أغراض اخرى كالتجارة أو ما شابه ذلك، إذ قال ((ان بعض الخانات تأخذ اجوراً على الاقامة فيها والبعض الآخر مجانية في سبيل الله لأن المحمديين - أي المسلمين الميسورين- بنوها لتلك الغاية )).
وهنا لابد من التعليق على ما ذكره تيخيرا، إذ إنه قدم لنا وصفاً عن سكن الزوار القادمين الى كربلاء، كما أنه أوضح وجود خانات مجانية قام ببنائها مَنْ أسماهم بالمحمديين ونعتقد بأنه يقصد بهم الاشخاص المحبين لآل البيت عليهم السلام الذين لديهم إمكانيات مادية، فيجعلون تلك الخانات وقفاً مجانية لمبيت واستراحة زوار أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
المصدر/ مركز كربلاء للدراسات والبحوث، مجلة السبط، السنة الخامسة، المجلد الخامس، العدد الأول، ص 115.